digitization, board, conductors

ملخص كتاب قلق السعي الى المكانة Status Anxiety

نبذة عن الكاتب: آلان دي بوتون ، هو فيلسوف ومؤلف بريطاني سويسري المولد. تناقش كتبه مختلف الموضوعات والمواضيع الاجتماعية المعاصرة ، مع التركيز على علاقة الفلسفة بالحياة اليومية.

الملخص

الكتاب في جملة: يصف الكتاب بأن سعي الفرد ورغبته في ان يُنظر اليه كشخص ناجح وذا مكانة قد يحوله غالبا الى مريض نفسي , ويقترح طرقًا تمكنه من خلالها معالجة المحاولات الحثيثة لتسلق السلم الاجتماعي 

الافكار النظرية للكتاب

    • يشير الكاتب ان كل مجتمع على وجه الأرض تقريبًا من يتم تنظيمه من خلال نوع من التسلسل الهرمي ، من مصر القديمة مرورا إلى الولايات المتحدة الامريكية المعاصرة. يعتبر الكاتب انه امر حتمي لا مفر منه في هرمية المجتمعات وقد يكون طبيعي ، ولكن هل من الطبيعي أن نكون متوترين كما نحن اليوم بشأن موقعنا في هذا الهرم الاجتماعي؟ بمعنى آخر ، هل كان لدينا دائمًا هذا النوع من القلق الشديد من عبر التاريخ لموقعنا الاجتماعي؟ يحاول الكاتب الاجابة على هذا السؤال الرئيسي
    • يزعم الكاتب ان القلق المستمر والخوف من وصمنا بعديمي الانجاز والحصول على الموقع او المكانة ، تُعتبر هذه الظاهرة حديثة نسبيا ويحدد الاسباب التالية لها
    • (١) البحث عن ان تكون محبوبا ،(٢) ارضاء المتكبرين ومجاراتهم ، (٣) معضلة تحقيق التوقعات التي يفرضها المجتمع ، (٤) ونظام الجدارة المجتمعية meritocracy والذي تبنى مبدأ الكفاءة للوصل للافضل ، (٥) وفكرة الاعتماد على اخرين (افراد ومجموعات ومؤسسات) لنيل المكانة المنشودة .
    • يقترح المؤلف خمسة طرق للتغلب على هذ القلق: (١) استخدام مبدأ الفلسفة  (٢) وانواع الفنون (٣) وافكار ادارة السياسة (٤) والرجوع الـى الدين والروحانيت  (٥) والزهد البوهيمي.

الزبدة

الاسباب

  • تؤدي الرغبة في ان نكون محبوبون من الاخرين ولنا منزلة اجتماعية الى  زيادة قلقنا وسعينا لتلك المكانة.
  • نسعى باستمرار لإرضائ المتكبرين والذين ينظرون بدونية لمن لا يملكون مالا وسلطة متساوية.
  • يزداد قلق السعي للمكانة عندما لا يرقى واقعنا التي نعيشه إلى مستوى توقعات المجتمع مثل ان تكون فقيرا مثلا
  • في ظل بيئة مبنية على فكرة ان الجميع لديهم فرص التطور شريطة العمل واكتساب المهارات meritocracy ويؤدي الفقر إلى عدم احترام الذات.
  • يتم الاعتماد على عناصر كثيرة للمرور الى المكانة، منها ان تصبح الشركات والمؤسسات مصدر نجاح صوري مرتهن بقدرتك على التنافس والبقاء في ظل ممارسات غير اخلاقية مثل ممارسة سلوكيات الخفاء والمكائد المؤسسية الغير شريفة احيانا ، مما  وقد يُبقي هؤلاء الاشخاص تحت رحمة أرباب العمل والاقتصاد

يجب عليناإعادة تقييم الوضع الراهن من خلال عدسة فلسفية وتاريخية. فما هي الحلول من وجهة نظر الكاتب:

  • استخدام التوجه الفلسفي لتحدي الوضع الراهن لمساعدتنا على إعادة تعريف المكانة من وجهة نظر قائمة على المنطق.
  • تساعد جميع انواع الفنون من ادب وتمثيل ورسم وكوميديا بإلقاء الضوء على مغالطات المجتمع للحصول على المكانة وتثبيت افكار تصحيحية لرفع جمال وأهمية الحياة العادية المتجردة من سلوك السعي للمكانة.
  • يجب ان تذكر دائما ان مفهوم المكانة المجتمعية خاضع بشكل رئيسي للقيم والسياسات المجتمعية الذي نعيش بها. وليس بالضرورة ان تكون جميع هذه القيم والسياسات ايجابية ويجب إخضاعها لمقياس الفائدة العائدة.
  • يجب فهم تاريخ تطور المجتمعات مما يساعدنا في في فهم متغيرات المساوة بين افراد المجتمع عبر معرفة التاريخ ، يتجلى هذا في فهم الاديان ونظرته الى مواضيع مهمة كالموت مثلا.
  • يثور الفكرالبوهيمي“ Bohomia على النظام الاجتماعي المادي في ظل رفضهم لمترفات الحياة المادية والاكتفاء بالحد الادنى والتركيز على الغذاء الروحي بحسب معتنقي هذا الفكر، كما يرفضون المشاركة في المجتمع بطريقة تقليدية يُمليها عليهم المجتمع.

تطبيقات عملية

افتقاد حب الاخرين لنا يُشعل قلق السعي الى المنزلة الاجتماعية

    • هل تلاحظون كيف نتعامل بها مع الأشخاص ذوي المكانة المجتمعية الرفيعة مقابل الأشخاص ذوي المكانة المنخفضة او حتى العادية. نستخدم تعاريفا خاصة لكل مجموعة. الأشخاص الذين يشغلون مناصب مهمة في المجتمع همشخص مابالعاميةهذا شغلة كبيرة، في حين أن الآخرينلا أحد“ ” بالعاميةهذا ولا شي“. من المستحيل أن تكون في الواقع لا أحد ، بالطبع ، ولكن في كثير من الأحيان ، يتم تجاهل هويات الأشخاص ذوي المكانة المنخفضة أو حتى رفضها.
    • غالبا ما يتعلق السعي الى المكانة الاجتماعية بشكل كبير (١) بالاحترام من قبل اعضاء المجتمع ،(٢) وتصوراتهم عنا (٣) والحبليس الحب الرومانسي هنا ، ولكن الشعور بأن وجودك يهم شخص ما.
    • الثقة بالنفس تكون هشة للغاية. لفهم هذا ، يُشبه الكاتب احترام الذات ببالون مثقوبيتسرب منه تدريجيا قلة الثقة بالنفس  يحتاج هذا البالون المثقوب من احترام الذات إلى إعادة ملئه باستمرار بـالهيليوموهو الحب الخارجي من الاخرين حتى لا ينكمش تمامًا. تخيل عدم الرد على مكالماتك بشكل متكرر او عدم الترحيب بك عند قدومك الى مجلس او مناسبة مايمكن أن يتسرب المزيد من الهواء من داخل البالون
    • السعي لأن تكون شخصًا ذا مكانة  يأتي من الرغبة في أن تكون محبوبًا من قبل الاخرين ، ولكن النظر إلى الداخل سيخفف ذلك. تنبع مشكلة البحث عن المكانة من تجاهل قيمتنا الذاتية وتجاهلها لصالح اراء وتوقعات الاخرين. طور ثقتك بنفسك لمحاربة الرغبة في أن تكونشخصًا ماذا مكانة وفقًا لمعايير المجتمع.

السعي لإرضاء The Snobs او المتكبرين في المجتمعات

    • يحظى الطفل الرضيع بحب كبير من قبل والديه ليس بسبب كثر بكاءه وتقيئه المستمر ولكن بسبب حب غير مشروط، ومع تقدمنا بالعمر تتسع دائرتنا الاجتماعية لتضم اشخاص قد لا يحبوننا حبا دون شروط، على العكس تماما ، فقد نضطر للحصول على احترامهم وودهم ، يسميهم الكاتبالمتكبرين“ The Snobs
    • مصطلح The Snobs ،المتكبيريناوالمتعجرفين  يرجع الى عشرينيات القرن التاسع عشر في بريطانا العظمى، حيث كانت جامعة اكسفورد وكامبردج تستخمه لتحديد الطلاب من غير اصحاب المكانة المرموقة اجتماعيا وخلفيات ارستقراطية، وتحول المعنى إلى العكس تمامًا مع مرور الزمن ، فاصبح The Snobs شخص ينظر باستخفاف إلى الآخرين لافتقاره إلى المنزلة . ويصرون على أن المرتبة الاجتماعية للشخص تعادل قيمته كإنسان
    • غالبية المجتمعات والقيم والاديان تعتبر التكبر مهينًا جدًا ، فكيف لا يزال موجود في المجتمعات؟  تلعب وسائل الإعلام التقليدي والحديث  إلى تعزيزه وخصوصا بين صغار العمر. تخيل من يكون على غلاف المجلات اللامعة؟ ربما كان شخص ثري او مشهور،  ستجد التفاصيل الدقيقة لحياة ذلك الشخص،برغم عدم اهميتها للقارئ
    • يحذر الكاتب من انتقال التكبر من جيل لاخر مما يؤدي الى تعزيز الانطباع والربط بين المكانة المتدنية وعدم القيمة الاجتماعية. يتمثل هذا في بعض العادات مثل امتلاك والدك لمركبة فاخرة كتعبير عن المكانة المالية فيُحتم عليك فعل نفس الشيئ يوما ما.

يزداد قلق السعي الى المكانة الاجتماعية  عندما نعجز عن الارتقاء الى تطلعات وتوقعات المجتمعات لنا

    • إذا حاولت حصر المزايا التي نتمتع بها في المجتمع الحديث ومقارنتها بالأوروبيين في العصور الوسطى ، فقد تحتاج إلى بضع ساعات. فقد كان على طبقة الفلاحين الحرث والعمل بادوات بدائية ومتعبة والتعامل مع المجاعة والمرض بينما احتفظت  طبقةالأغنياء والاقطاعيين بمسافة بعيدة اجتماعيا عن الطبقة الكادحة. ويتسائل الكاتب هنا: لماذا لم يكن لدى طبقة الفلاحين في اوروبا قلق كبير للسعي للمكانة خلال العصور الوسطى؟
    • قبل الثورة في الولايات المتحدة الأمريكية ، لم تكن المساواة السياسية والاجتماعية والاقتصادية موضع تقدير كبير ولم يتم السعي لتحقيقها. لكن بعد الثورة ، بدأ تحديد المكانة الاجتماعية من خلال الإنجازات الاقتصادية بدلاً من المكانة الوراثية عن طريق العائلة.
    • ينما أدت المساواة بلا شك إلى تحسين نوعية حياة الناس العادين في الولايات المتحدة، إلا أنها جعلت الجميع قلقًا أيضًا. بمجرد أن بدأ الناس يدركون ان الثراء يمكن بلوغه ، حتى بدأوا يفترضونه ايضا، كثيرا منهم اصبحو يعانو عندما لم يحققوا الثراء، وزاد الاهتمام بما يملك الاخرون كمؤشر على المرتبة الاجتماعية.
    • افترض ويليام جيمس ، أستاذ علم النفس بجامعة هارفارد في القرن التاسع عشر أن ثقة الشخص بنفسه تتضرر فقط من خلال المقارنات مع أولئك الذين يعتبرونهم متساوين لهم بالمكانة او الوضع الاجتماعي، فمثلا ينزعج بروفوسر جيمس اذا اكتشف ان اساتذة اخرين قد يعرفو اكثر منه عن علم النفس، بينما قد لا يهتم اذا ادرك ان احد اقرانه قد يتحث اليونانية القديمة حيث ان جيمس لم يستثمر اي وقت في تعلم اليونانية القديمة.
    • توقعات المجتمع العالية التي تحاول الارتقاء إليها تُعتبر سبب رئيسي للقلق النفسي لارضاء هذه التوقعات ، عندما تكون توقعات المجتمع منك عالية جدًا وتفشل في تحقيقها ، تصبح قلقًا. ابحث دائمًا عما هو مفيد لك وحدك ، وليس للآخرين. استخدم المنطق وليس العاطفة لمحاربة الرغبة في اتباع الاخرين الذي قد يسبب قلق المكانة.

يؤثر الفقر سلبا في مجتمعات انتشر فيها فكر ال Meritocratic ”الكفاءة

    • كان الوضع في اوروبا خلال العصور الوسطى طبقيا صرفا، وغير قابل للتغيير ، فكان من الصعب للغاية التوقف عن كونك اقطاعيا او مالك اراضي حتى لو اردت ذلك.
    • كان لدى الطبقات العاملة كالفلاحين في أوروبا خلال العصور الوسطى وما قبل الحداثة مصدر واحد مهم للراحةوهي الدين المسيحي-. بالنسبة لهم ، كان الأغنياء والفقراء موجودين ليس بسبب تفاوت المجهود وانما لأنها مشيئة الله.
    • وفي منتصف القرن الثامن عشر ، بدأت ال Meritocracy –مفهومالكفاءة“- ينتشر بين المجتمعات الاوروبية، ليستبدل مفهوم المكانة بالوراثة الى امكانية اكتسابها عبر العمل الجاد والذكاء والجلد، والمحزن هنا ان هذا التوجه عزز مفهوم اخطر بالنسبة للفقير ، فسابقا كان الفقير يلجأ الى الاله والدين المسيحي ليجد الراحة في مشيئته كونه غير محظوظا، اما في ضوء مفهومالكفاءةال Meritocracy ، اصبح الفقير مُلاما على فقره بسبب انه يستحق المكانة المتدنية بسبب كسله وغبائه.
    • يشير الكاتب ان ال Meritocarcy اضافت ايجابيات بناءة للمجتمعات ، حيث أتاحت للجميع فرصة النجاح بغض النظر عن العرق أو الجنس أو العمر أو الخلفية. ولكن للأسف ، فقد جعلت الفقر وصمة عار.

يعتمد النجاح غالبا على ارباب العمل والاقتصاد

    • يٌقال لغالبيتنا خلال الدراسة الجامعية او ما قبلها ، اننا علينا العمل بجد  لايجاد وظيفة  لدى شخص او شركة ما، وللغرابة فاننا في عام ١٨٠٠، لم يكن سوى ٢٠٪ فقط من العمالة الامريكية يعملون لدى اخرين ، وبحلول ١٩٠٠ ، زاد هذا الرقم الى ٥٠٪ ليزيد الى ٩٠٪ في عام ٢٠٠٠.
    • في بيئة العمل في العديد من الشركات والمؤسسات المعاصرة ، يرتبط الكثير من نجاحنا بنجاح ماليكيها او الرؤساء التنفيذيين لتلك المؤسسات، في الحقيقة غالبا لا تميل ظروف العمل إلى أن صالح الموظفين.
    • الذين ينجحون في تلك المؤسسات غالبا ما قد لا يكونون هم الأكثر مهارة، ولكن أولئك الذين أتقنوا مهارات كواليس الخداع والكذب والمبالغة والتحافات السرية ،  والتي تساعدهم على صعود الهرم الوظيفي وبالتالي الاجتماعي.
    • على الموظف صاحب الكفاءة ان يصارع للبقاء في ظل بيئة سامة من سياسات الأعمال العير اخلاقية والغير عادلة من أجل تحقيق النجاح ، ولكن أيضًا يكون غالبا تحت رحمة هوامش الربح المادي، فعند هبوط هذا الهامش، تكون الإستراتيجية الأكثر فاعلية هي تقليص عدد الموظفين ، أو استبدالهم ، أو تعيين موظفين جدد بأجور أقل.
    • نادى كارل ماركس في بيانه عام ١٨٤٨م بإن العمال يُعتبرو اعضاء في اسر الملاك وان الانانية المالية كانت ظاهرة مستحدثة على الشعوب، وانتقد البرجوازية باستمرار لتعاملها الفظ مع طبقة العمال
    • وهناتتكشفمفارقةعظيمةفيعمق
    • قصة طريفة: في القرن الخامس ، جلس فيلسوف يوناني يدعى ديوجين تحت شجرة. عند مرور الإسكندر الأكبر (وهو ملك وقائد يوناني) بجانب الفيلسوف سأله الاسكندر اذا ما اراد اي المساعدة. يخبر ديوجين ألكساندر أنه يجب أن يبتعد عن الطريق لأنه يحجب الضوء. كان من الممكن أن يكون افتقار الفيلسوف للقلق المكانة بحضور الملك قد يقتل الفيلسوف بسهولة لقلة ادبه وعدم تقديره للملك. لكن ألكساندر ضحك ببساطة ، وعلق قائلاً إنه يود أن يكون ديوجين الفيلسوف إذا لم يكن الإسكندر.
    • اتخذ نهجًا أكثر فلسفية في الحياة عن طريق سؤال نفسك باستمرار عما إذا كان ما تعتقد أنك تريده سيجعل حياتك أفضل بالفعل أم أنه فقط من أجل المكانة ، تسمح لك الفلسفة بالتعامل مع قلق الحالة من خلال فهم الفرق بين ما يحتاجه شخص آخر وما تحتاجه حقًا.
    • في الماضي ، دمر المرض والجوع الفقراء بينما ظل الأثرياء معزولين. بالتأكيد كان لدى الناس قلق أكثر مما نعانيه الآن. بمجرد أن أصبح الثراء ممكنًا وحتى متوقعًا ، كافح الناس عندما لم يكن لديهم وزاد قلقهم للسعي للمكانة عبر الثراء.

المراجعة في سطور

من وجهة نظري، يطرح الكتاب الكثير من القضايا التي عشتها شخصيا وشعرت بها في العديد من المجتمعات. ولكن بعض الحلول للتغلب على حمى السعي الى المكانة افتقرت الى التناغم مع الثقافة العربية وتعاليم الدين الحنيف.  لقد حاولت دائمًا تحدي الأعراف الاجتماعية السلبية المسؤولة عن ألم ومعاناة الكثيرين للوصول الى المكانة. شجعني هذا الكتاب على الاستمرار في القيام بذلك. يُعد الكتاب أداة تحفيزية للتخلي عما يعتقده الناس عنا والتركيز على تقدير الذات وما يمكنك المساهمة به في المجتمع والأسرة والدائرة القريبة.

لمن انصح بقراءة قلق السعي الى المكانة

الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر والقلق من الضغط المتزايد ليصلوا الى مكانة مجتمعية ويريدون التخلي عن الحاجة إلى السعي للمكانة الزائفة المبنية على ضغوطات المجتمع.