ثورة التعلم عبر الإنترنت: تحديات وفرص المستقبل

 هل التعلم والتعليم  عبر الإنترنت هو المستقبل؟ لنلقِي نظرة متفحصة ومنفتحة على وجهات النظر حول هذه الثورة في طرق التعليم والتعلم.

منصات ونظم التعليم عبر الإنترنت: تعتبر منظومة MOOCs (Massive Open Online Courses) من المعايير الضخمة والمفتوحة المصدر للمساقات التدريسية عبر الإنترنت، وهي منصات تعليمية عبر الإنترنت تقدم دورات والدروس التعليمية لعدد كبير من الطلاب حول العالم. عادةً ما يتم توفير هذه الدورات والمساقات من قبل الجامعات وبعض المؤسسات التعليمية والمهنية المحترفة ، أو المدرسين او الافراد، وتغطي مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك علوم الحاسوب، والرياضيات، والعلوم الإنسانية، والأعمال التجارية، وغيرها..

ارتفاع التعلم عبر الإنترنت: ازدادت شعبية طرق التعلم عبر الإنترنت واعتمادها في إعدادات التعليم الرسمية وغير الرسمية. يُعزى هذا النمو إلى التقدم التكنولوجي وزيادة الوصول الى الإنترنت والمرونة والراحة التي توفرها وقد ساهمت جائحة كورونا في تسليط الضوء عليه من قبل الحكومات والمؤسسات التعليمة.

تأثيرها على نظم ومؤسسات التعليم التقليدية: تتحدى منصات ومفاهيم التعلم عبر الإنترنت نماذج التعليم والمؤسسات القائمة على الدراسة التقليدية. تحفز هذه الطرق المناقشات حول منهجيات التدريس، وتعيد تصور دور المعلم والطالب، وتحسن تجربة التعلم. من المهم استكشاف كيفية قيام هذه المنصات بإعادة تعريف التعليم والتعلم.

الفرص التي تقدمها هذه المنصات: تقدم منصات التعلم عبر الإنترنت العديد من الفرص للطلاب والمعلمين والمؤسسات على حد سواء. توفر وصولًا إلى مجموعة واسعة من الدورات والموارد والادوات والمساقات الأكاديمية، وتجارب تعلم شخصية، ومرونة في التنظيم، والقدرة على الوصول إلى جمهور عابر للقارات.

التحديات: كأي تحول كبير، يأتي التعلم عبر الإنترنت مع تحديات خاصة. تتضمن هذه التحديات الانقسام الرقمي، حيث يعوق الوصول غير المتساوي للتكنولوجيا والإنترنت. تشمل تحديات التفاعل المحدود وانخفاض التواصل الاجتماعي وضمان جودة المساقات عبر الإنترنت بتوفير حلول دقيقة.

من وجهة نظر الطلاب: يمنح التعلم عبر الإنترنت الطلاب القدرة على التعلم وفقًا الاحتياجات الشخصية ومدى سرعتها المطلوبة، والقدرة على الدراسة من أي مكان، وتطوير القدرات الرقمية والتعلم المستقل. ومع ذلك، يجب أن نتعامل مع القلق المتعلق بالعزلة المحتملة، وضرورة إدارة الوقت، وأهمية توفير تجارب عملية وتفاعلية للتخصصات العملية.

من وجهة نظر المربيين والأساتذة: يلعب المعلمون والمربون دورًا مهما في تكييف ممارساتهم التعليمية لجذب الطلاب ودعمهم في بيئات التعلم عبر الإنترنت بشكل فعال. يجب علينا استكشاف نهج مبتكر للحفاظ على مشاركة الطلاب، وتقديم الملاحظات في الوقت المناسب، وبناء علاقات ذات مغزى في البيئة الافتراضية.

من وجهة نظر المؤسسات التعليمية: يجب على المؤسسات بما في ذلك الجامعات ذات الهياكل الفعلية والمدارس عبر الإنترنت، أن تنظر في تأثيرات دمج التعلم عبر الإنترنت في مساقاتها. يشمل ذلك التعامل مع متطلبات البنية التحتية، وتوفير تدريب ودعم لأعضاء هيئة التدريس، وتصميم مناهج فعالة، وتنفيذ طرق تقويم قوية، وضمان جودة واعتماد البرامج عبر الإنترنت.

استشراف المستقبل

يتطلب الأمر الإجابة على السؤال الذي بدأنا به: هل التعلم عبر الإنترنت هو مكان المخلص أم التهديد؟ الإجابة، كما رأينا في هذا المقال القصير، الإجابة ليست مباشرة. إن منظومة التعلم عبر الإنترنت معقدة، مع وجود أطراف مختلفة تتحرك بمصالح وأجندات متنوعة. قد تؤثر العوامل مثل التمويل والاعتبارات الاقتصادية والمالية والبنية التحتية والمصالح المؤسسية والوطنية على هذه المنظومة سعيا لافشالها تارة او عرقلتها تارة اخرى لخدمة هذه  المصالح والاجندات.

بصفتنا معلمين واساتذة جامعات ومربين، فإن دورنا هو التكيف مع هذا الفضاء واخواته القادمين بسرعة البرق كالذكاء الاصطناعي وحلفائه وإيجاد نهج متوازن. يجب علينا أن نحتضن ثورة التعلم عبر الانترنت بانواعة، وتنظيمه وسن التشريعات المناسبة لمصلحة العلم والابتكار والطلاب ، واستخلاص الفوائد التي تقدمه هذه الثورة. عن طريق العمل معًا، يمكننا أن نسعى لتحقيق تعليم يكون متاحًا للجميع، وتحدي الوضع الراهن، ومراجعة منهجيات تقييم التعلم.

من خلال هذا السعي، نشكل مستقبل التعليم. دعونا نبحث ونطور إمكانيات التعلم المدمج، ونمكن فرص التعلم مدى الحياة، ونحسن باستمرار منصات التعلم الالكتروني وعبر الإنترنت . من خلال تعزيز التعاون بين الشركات والسوق والجامعات، يمكننا صنع منظومة تعليمية أكثر شمولًا وتقدمًا تمكن المتعلمين وتجهزهم لمواجهة تحديات المستقبل.